من مغامرات الأرنب مشمش
من بعيد سمع الثعلب قهقهات الأرانب في حقلها وهي تتقافز وتطارد بعضها بعضاً فرحة هنا وهناك، فسال لعابه وقال في نفسه: كيف الوصول إليها؟ ما ألذّ طعمها!! وفجأة قفزت في رأسه فكرة غريبة سرعان ما نفذّها..
وضع على عينيه نظّارة سوداء، وأمسك بيده عصا، وتوجّه نحو حقل الأرانب وهو يتحسس طريقه بعصاه كما يفعل الرجل الضرير.
اقترب من حقل الأرانب. كانت الأرانب تلعب لعبة الاستخفاء، في حين كان الأرنب مشمش جالساً وقد أسند جسمه إلى جذع شجرة ينظر إلى الأرانب بفرح وهي تلعب بكل اطمئنان وحريّة.
وقف أحد الأرانب على خلفيتيه وقال: انظروا.. أوه.. ثعلب ضرير.. مسكين كيف سيصل إلى بيته؟!
كان الثعلب يُصغي لكلامهم ويضحك في نفسه ثم وقف أمام الساقية، وقال:
من فضلكم، أيكم يساعدني على عبور الساقية؟
حاولَ أرنب صغير أن يقترب من الثعلب إلاَّ أنّ مشمش قفز وقال له:
قفْ مكانك، ماذا تفعل بنفسك! إنه ثعلب، وتقدّم مشمش نفسه من الثعلب، وقال:
إلى أين تريد أن تذهب؟
إلى بيتي..، بيتي في الطرف الثاني من الحقل، زوجتي مريضة وقد جلبتُ لها دواء، هيّا بسرعة أيُّها الأرنب الطيّب ساعدني كي أصل بسرعة فهي في انتظاري..
ابتسم الأرنب مشمش وقال: سوف أوصلك إلى دارك، ولكن بشرط..
بشرط!! حاضر يا سيّد أرنب، هيّا قلْ ما شرطك؟؟
ابتسم مشمش وقال:
إنْ عرفتَ لون ظهري، فسأوصلك إلى بيتك يداً بيد..
لونك!! آه.. الأمر سهل..، طيّب..، إنّ لون ظهرك رمادي كلون الفيل، ورأسك أبيض ناصع كالثلج..
أمتأكد أنتَ من ذلك يا ثعلب؟
كل التأكيد أيها الأرنب الطيّب الجميل..
عندئذ قهقه مشمش ضاحكاً، وقفز في الهواء فرحاً ساخراً، ثم قال للأرنب الصغير:
ابتعدوا عن هذا المحتال..، لقد كشف الثعلب عن نفسه من غير أن يدري